상세 컨텐츠

본문 제목

نوعان من الناس ، تيموثي كلر ، الفصل الأول، إنجيل لوقا

본문

두 종류의 사람들 ( 켈러의 탕부 하나님 1장) - 누가복음 15장

مَثَل الخروف الضال

 1 وَكَانَ جَمِيعُ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ يَدْنُونَ مِنْهُ لِيَسْمَعُوهُ. 2 فَتَذَمَّرَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَالْكَتَبَةُ قَائِلِينَ:«هذَا يَقْبَلُ خُطَاةً وَيَأْكُلُ مَعَهُمْ!». 3 فَكَلَّمَهُمْ بِهذَا الْمَثَلِ قِائِلاً: مَثَل الابن الضال

 11 وَقَالَ:«إِنْسَانٌ كَانَ لَهُ ابْنَانِ. 12 فَقَالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيهِ: يَا أَبِي أَعْطِنِي الْقِسْمَ الَّذِي يُصِيبُنِي مِنَ الْمَالِ. فَقَسَمَ لَهُمَا مَعِيشَتَهُ. 13 وَبَعْدَ أَيَّامٍ لَيْسَتْ بِكَثِيرَةٍ جَمَعَ الابْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ شَيْءٍ وَسَافَرَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ، وَهُنَاكَ بَذَّرَ مَالَهُ بِعَيْشٍ مُسْرِفٍ. 14 فَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ، حَدَثَ جُوعٌ شَدِيدٌ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ، فَابْتَدَأَ يَحْتَاجُ. 15 فَمَضَى وَالْتَصَقَ بِوَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الْكُورَةِ، فَأَرْسَلَهُ إِلَى حُقُولِهِ لِيَرْعَى خَنَازِيرَ. 16 وَكَانَ يَشْتَهِي أَنْ يَمْلأَ بَطْنَهُ مِنَ الْخُرْنُوبِ الَّذِي كَانَتِ الْخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ، فَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدٌ. 17 فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعًا! 18 أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، 19 وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ. 20 فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا رَآهُ أَبُوهُ، فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ. 21 فَقَالَ لَهُ الابْنُ:يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. 22 فَقَالَ الأَبُ لِعَبِيدِهِ: أَخْرِجُوا الْحُلَّةَ الأُولَى وَأَلْبِسُوهُ، وَاجْعَلُوا خَاتَمًا فِي يَدِهِ، وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ، 23 وَقَدِّمُوا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ وَاذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ، 24 لأَنَّ ابْنِي هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ. 25 وَكَانَ ابْنُهُ الأَكْبَرُ فِي الْحَقْلِ. فَلَمَّا جَاءَ وَقَرُبَ مِنَ الْبَيْتِ، سَمِعَ صَوْتَ آلاَتِ طَرَبٍ وَرَقْصًا. 26 فَدَعَا وَاحِدًا مِنَ الْغِلْمَانِ وَسَأَلَهُ: مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا؟ 27 فَقَالَ لَهُ: أَخُوكَ جَاءَ فَذَبَحَ أَبُوكَ الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ، لأَنَّهُ قَبِلَهُ سَالِمًا. 28 فَغَضِبَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَدْخُلَ. فَخَرَجَ أَبُوهُ يَطْلُبُ إِلَيْهِ. 29 فَأَجَابَ وَقَالَ لأَبِيهِ: هَا أَنَا أَخْدِمُكَ سِنِينَ هذَا عَدَدُهَا، وَقَطُّ لَمْ أَتَجَاوَزْ وَصِيَّتَكَ، وَجَدْيًا لَمْ تُعْطِنِي قَطُّ لأَفْرَحَ مَعَ أَصْدِقَائِي. 30 وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ ابْنُكَ هذَا الَّذِي أَكَلَ مَعِيشَتَكَ مَعَ الزَّوَانِي، ذَبَحْتَ لَهُ الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ! 31 فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ، وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ. 32 وَلكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ، لأَنَّ أَخَاكَ هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالُا فَوُجِدَ».

 

 

종류의 사람들
نوعان من الناس.
대체로 사람들은 비유를 읽을 나갔다가 다시 돌아온 둘째 아들 탕자에게 집중해 왔다.
إنّ معظم قراءات هذا المثل ركزت على الإبن الأصغر – "الإبن الضال أو المسرف" في هروبه ورجوعه.
하지만 그러면 이야기의 진정한 메시지를 놓친다.
غير أنّ هذا يفوّت رسالة القصة الحقيقية،
형제가 각기 하나님으로부터 멀어지는 다른 길을 대변하기 때문이다.
لأنّ أمامنا أخوين، كل منهما يمثّل سبيلاً مختلفًا في الابتعاد عن الله،
천국에 들어가기를 구하는 길도 양쪽이 서로 다르다.
وسبيلاً مختلفاً في التماس القبول داخل مملكة السّماء.
예수님의 가르침에 앞서 우리는 저자가 제시한 역사적 배경부터 눈여겨보아야 한다.
ومن المهم أن نلاحظ الإيطار التاريخي الذي يرسمه الكاتب لتعليم السيد المسيح هنا. 
누가가 15장의 구절에 밝혔듯이 부류의 사람들이 예수님의 말씀을 들으러 왔다.
ففي أول آيتين من هذا لإصحاح، يذكر لوقا أنه قد أقبل جماعتان من الناس للإستماع إلى السيد المسيح.
우선세리와 죄인들(1)” 있다. 남녀들은 비유 속의 동생(둘째 아들) 상응한다.
إذ نلتقي أولاً "العشارين والخطاة"، أي جباة الضرائب وآخرين من الخطاة المشهرين. هؤلاء الرجال والنساء يماثلون الأخ الأصغر.
그들은 성경의 도덕법도 준수하지 않았고 종교적 유대인들이 따르던 정결 의식의 규율도 지키지 않았다.
فإنهم لم يراعوا شرائع الكتاب المقدس الخلقيّة، ولا أحكام الطهارة الطقسية التي يعمل بها اليهود المتدينون. 
동생처럼 그들도 바람직한 사회와 가정의 전통 윤리를 버리고집을 나가 허랑방탕했다.’
وقد انهمكوا في "عيشة جامحة" ومثل الأخ الأصغر، "تركوا الديار" بتركهم الأخلاقيات التقليدية التي تتمسك بها عائلاتهم ومجتمعهم المحترم.
번째 부류의 청중은 비유 속의’ (맏아들)으로 대변되는바리새인과 서기관들(2)”이다.
أمّا جماعة المستمعين الثانية فهي "الفريسيون الكتبة (معلمو الشريعة)"، وقد مثّلها الأخ الأكبر. 
그들은 자라면서 배운 전통 윤리를 고수했다. 성경을 공부하고 그대로 순종했다. 충실히 예배하고 꾸준히 기도했다.
هؤلاء تشبّثوا بالأخلاقيات التقليدية التي تربّوا عليها.  وقد انكبُّوا على دراسة الأسفار المقدسة وإطاعتها.  وكانوا يسجدون بأمانة ويصلون بمثابرة.
누가는 부류가 예수님께 얼마나 다르게 반응했는지를 아주 간략한 표현 속에 포착해 낸다.
وباختصار شديد، يُبيّن لوقا كم كانت استجابة كل جماعة للسيد المسيح مختلفة عن الأخرى. 
나아오니(1)” 번역된 헬라어 동사의 진행형 시제는 동생들이 예수께로 이끌린 일이 그분의 사역에 으레 있었던 현상임을 암시해 준다.
فإنّ صيغة الاستمرار في الفعل اليوناني المترجم "كان...... يدنون" تدلّ على أنّ انجذاب الإخوة الصغار إلى السيد المسيح كان نموذجًا ثابتًا على الدوام في خدمته.
그들은 계속 그분께로 모여들었다.
لقد كانوا يتقاطرون إليه كل حين.
도덕적이고 종교적인 사람들은 그런 현상에 당황하며 분개했다.
فهذه الظاهرة أربكت دعاة الأخلاق والتدين وأغضبتهم.
누가는 그들의 불만을 사람이 죄인을 영접하고 음식을 같이 먹는다” (2)라는 말로 압축했다.
ويُلخِّص لوقا شكواهم: هذا يقبل خطاة، ويأكل معهم (أيضًا)!"
고대근동에서 함께 앉아 먹는다는 상대를 수용한다는 표시였다. 그들의 말은 이런 것이다.
فأنّ يجلس المرء ويأكل مع شخص ما في الشّرق الأدنى القديم أمر كان إشارة إلى القبول.
예수는 어떻게 감히 이런 죄인들에게 다가가는가? 죄인들은 우리의 예배에 생전 나오는 법이 없다!

وهكذا فإنهم كانوا يقولون: "كيف يجرؤ يسوع على مدِّ يده إلى خطاة مشهرين كهؤلاء؟ إنّ هؤلاء القوم لا يحضرون خدماتنا بتاتًا!

그런 그들이 예수의 가르침에 끌리는 이유가 무엇이겠는가? 우리는 그들에게 진리를 선포하지만 예수는 그러지 않는 분명하다.
فلماذا يجتذبون إلى تعليم يسوع؟ لا يعقل أن يكون مُعلِنًا الحقّ لهم، كما نعلنه نحن.
틀림없이 그들이 듣고 싶어 하는 말만 것이다!’
لابد أنه يقول لهم فقط ما يريدون أن يسمعوه!". 
그렇다면 비유에서 예수님의 가르침은 누구를 향한 것인가? 번째 부류인 바리새인과 서기관들이다.
إذًا، إلى من يوجّه السيد المسيح تعليمَهُ في هذا المثل؟ إلى الجماعة الثانية، أي الكتبة الفريسيين. 
애초에 그들의 태도에 대한 반응으로 비유가 나왔다.
فرَدَّا على موقفهم بدأ السيد المسيح يضرب هذا المثل. 
아들의 비유는 형의 영혼을 예의 주시하다가 그에게 마음을 돌리라고 신신당부하는 것으로 절정에 달한다.
ويلقي مثل الإبنين نظرة مطولة على نفس الأخ الأكبر، ثم يبلغ بمناشدة قوية له كي يغيّر قلبه.
예로부터 교회나 기독교 교육 프로그램에서 본문을 가르칠 때면, 아버지가 회개하는 둘째 아들을 거저 받아 준다는 거의 전적으로 초점이 맞추어졌다.
على مرّ القرون، كلما جرى تعليم هذا النصّ في الكنيسة أو برامج التربية الدينية، كانت نقطة التركيز الوحيدة تقريبا تنحصر في كيفية استقبال الأب بكل سخاء لابنه الأصغر التائب.
나도 비유를 처음 들었을 때는 예수님의 청중이 눈시울을 적셨을 것으로 생각했다.

그들이 어떻게 살아왔든 하나님이 사랑으로 받아 주실 테니 말이다.
وأول مرة سمعتُ المثل، تصوّرتُ عيون مستمعي السيد المسيح الأصليين مغروقة بالدمع إذ سمعوا كيف سيحبّهم الله ويُرحّب بهم دائمًا، بصرف النظر عن

عما سبق أن فعلوه.
그러나 그렇게 받아들인다면 우리는 비유를 감상적으로 다루는 것이다.
فنحن نجعل هذا المثل مفعمًا بالعاطفة إذا فعلنا ذلك.
이야기의 과녁은제멋대로 사는 죄인들 아니라 매사에 성경의 규정대로 행하는 종교적인 사람들이다.
مع العلم أنّ المستهدفين في هذه الحكاية ليسوا "خطاة عصاة" بل هم قوم متدينون يعملون كل ما يطلبه الكتاب المقدس.
예수님이 타이르시는 대상은 부도덕한 외부인이라기보다 도덕적인 내부인이다.

فالسيد المسيح لا يناشد أبعد الخطاة الفاسدي الأخلاق بقدر مناشدته لأقرب الأشخاص المتمسكين بأهداب الفضيلة.

그분은 그들이 눈멀고 편협해 스스로 의로운 줄로 알고 있으며, 그로 인해 자신의 영혼만 아니라 주변 사람의 삶까지도 멸망에 빠뜨리고 있음을 보여주려 하셨다.
وهو يريد أن يريهم عماهم وضيق آفاقهم وبرّهم الذاتي المزعوم، وكيف تعمل هذه الأمور على تدمير نفوسهم وحياة المحيطين بهم على السواء.
그러니 예수님이 주로 동생들에게 그분의 무조건적 사랑을 확신시켜 주려고 이야기를 하셨다고 생각하면
오산이다.
فمن الغلط إذا أن نحسب أنّ السيد المسيح يحكي هذه القصة بالدرجة الأولى كي يطمئن الإخوة الصغار إلى محبته غير المشروطة. 
본래의 청중은 이야기에 감동해 눈물짓기는커녕 오히려 경악하고 괘씸해하며 격노했다.
لا، لم تنهمر دموع المستمعين الأصليين حيال هذه القصة، بالأحرى صُعِقُوا وثار استياؤهم وغيظهم.
예수님의 취지는 좌중의 마음을 훈훈하게 하는 아니라 우리의 범주를 허무시는 것이었다.
فليس قصد السيد المسيح أن يثير الحنانَ في قلوبنا، بل أن يُصدّع مسلماتنا.
비유로 예수님은 하나님, , 구원에 대해 거의 모든 사람이 하고 있던 생각이 틀렸음을 지적하신다.
ومن خلال هذا المثل، يتحدّى السيد المسيح كل ما فكّر فيه يومًا كل واحد تقريبا بشأن الله والخطية والخلاص. 
그분의 이야기는 동생의 해로운 자기중심성을 드러낼 아니라 형의 도덕주의적 삶도 가차 없이 질책한다.
فإنّ قصته هذه تكشف الأنانية المدمرة لدى الأخ الأصغر، ولكنها أيضا تدين حياة التشدد الخلقي لدى الأخ الأكبر بأقوى الألفاظ.
예수님은 종교적인 사람이나 종교를 등진 사람이나 둘다 영적으로 잃어버린 존재이고, 삶의 길도 양쪽 막다른 골목이며, 하나님과 맺어지는 법에 대해서도 인류가 품어 생각이 모두 잘못된 것이라고 말씀하신다.
إنّ السيد المسيح يقول هنا إنّ غير المتدين والمتدين كليهما ضالان روحياً، وإنّ سبيلي حياتيهما مسدودان، وإنّ كل فكرة خطرت يوما للجنس البشري بشأن كيفية التواصل مع الله كانت فكرة خاطئة.

지금도 비유에 나오는부류의 사람들과동생부류의 사람들은 양쪽 우리와 함께 있다.
إنّ الإخوة الكبار والإخوة الصغار على السواء موجودون معنا اليوم، في المجتمع نفسه، وأغلب الأحيان في الكنيسة نفسها.

 

كثيرا ما يكون الولد الأكبر في العائلة هو من يسرّ الأبوين، الشخص المسؤولَ الذي يطيع المعايير الوالدية.

 

أمّا الولد الأصغر فيميل لأن يكون المتمرّد، شخصًا حرًا يُفضّل عشرةَ الرفقاء وإعجابهم.  فالولد الأول يكبر، ويزاول مهنة تقليدية، ويستقر قريبا من

"الماما والبابا"، في حين ينطلق الولد الأصغر كي يعيش في الأحياء المبهرجة في أعماق المدن الكبرى.

 

هذه الفروق المزاجية لقيت تشديدًا ملحوظًا في الأزمنة الأحداث عهدًا.  ففي أوائل القرن التاسع عشر، أدّت حركة التصنيع إلى قيام طبقة وسطى جديدة – البورجوازية – سعت إلى إكتساب الشرعية بواسطة أخلاقيات محورها الإجتهاد في العمل والاستقامة الخلقية. 

 

وفي ردة فعل على النفاق والتزمت الملموسين لدى البورجوزايين، نشأت تجمعات بوهيمية من جماعة كاتب القصص هنري مرغر في باريس خلال أربعينيات القرن التاسع عشر، إلى جماعة بلومسبري في لندن، و"بيتس أوق غرينتش قلج"، ومشاهد إندي روك في أيامنا. 

 

فالبوهيميون يشددون على التحرر من الأعراف الاجتماعية وعلى الإستقلالية الشخصية.

 

وإلى حد ما، يقوم ما يُدعى "حروب الحضارة" بتمثيل هذه الأمزجة والاندفاعات المتضاربة بعينها على مسرح المجتمع العصري، فإنّ عدد متزايدا من الناس اليوم يحسبون أنفسهم لادينيين، أو حتى ضد الدين. 

 

إذ يعتقدون أنّ القضايا الأخلاقية معقدة جدًا، ويرتابون من أي أفراد أو مؤسسات يدعون أنّ لهم سلطة أخلاقية على حياة الآخرين. 

 

ولكن على الرغم من نشوء هذه الروح غير الدينية (أو ربما بسبب ذلك)، ما تزال الحركات الدينية الراشدة المحافظة تشهد تقدمًا ضخمًا. 

 

وإذ توجس كثيرون مما يرونه إنقضاضًا من قبل الأخلاق النسبية، نظموا صفوفهم "لاسترداد القيم الأصلية" وللوقوف من "الإخوة الصغار" موقفا معاديا مثل ذاك الذي وقفه الفريسيون منهم. 

 

إذا، في صفّ من كان السيد المسيح؟ في الرواية المشهورة "سيد الخواتم"، عندما يسأل العفاريت الشيخَ العجوزَ "تريبيرد" في صف من هو، يُجيب: لست في صف أحد تمامًا، لأنّ لا أحد في صفي تماما...ولكن هنالك بالتأكيد بعض الأشياء التي لست في صفها تماما". 

 

وقد كان جواب السيد المسيح الخاص عن هذا السؤال، من خلال المثل، مماثلا.  فهو ليس في صفّ غير المتدينين ولا في صف المتدينين، غير أنه يبرز الأخلاقية الدينية بوصفها حالة روحية مهلكة.

 

يصعب علينا أن ندرك اليوم هذه الحقيقة، ولكن لما قامت المسيحية أولاً في العالم لم تُدع ديانة.  فقد كانت اللاديانة.  تصور جيران المسيحيين الأوائل يسألونهم عن إيمانهم. 

 

فإذا سألوهم: "أين هيكلكم؟" يقولون إنه ليس لهم هيكل.  "ولكن كيف يُعقل أن يكون هذا هو الواقع؟ أيا يشتغل كهنتكم؟" ثم يجيب المسيحيون بأن ليس لهم كهنة. 

 

فيغمغهم الجيران: "ولكن...ولكن أين تُقدّم القرابين أو الأضاحي لإرضاء آلهتكم؟" ويجيب المسيحيون بأنهم لا يقدمون ذبائح كهذه.

فإنّ السيد المسيح نفسه كان الهيكل الذي وضع حدًّا لجميع الهياكل، والكاهن الذي وضع حدًا لجميع الكهنة، والذبيحة التي وضعت حدًا لجميع الذبائح.

 

لم يكن أحد قط قد سمع أي شيء كهذا.  لذا دعا الرومان المسيحيين "ملحدين"، لأنّ ما كانوا يقولونه بشأن الحقيقة الروحية كان فريدًا ولم يكن ممكنًا أن يُصنّف مع ديانات العالم الأخرى. 

 

فهذا المثل يُفسّر لماذا كانوا على حقّ تمامًا في دعوة المسيحيين ملحدين. 

 

ويجب ألا يفوتنا ما في ذلك من سخرية، ونحن واقفون في وسط حروب الحضارة العصرية، ففي معظم الناس في المجتمع الغربي، المسيحية هي ديانة وأخلاق، والبديل الوحيد لها (فضلا عن واحدة من ديانات العالم الأخرى) هو اللادينية التعددية.

 

ولكن من البدء لم تكن الحال على هذا المنوال.  فقد عُرِفَتْ المسيحية بكونها "عنصرًا ثالثًا" – أمرًا مختلفًا كليًا.

إنّ النقطة الحاسمة هنا، عموما، هي أنّ القوم المتشددين في التمسك بالأصول الدينية استاءوا من السيد المسيح، ألما المتغربون عن التشدد الديني والأخلاقي فقد أسروا وانجذبوا إليه. 

 

 

 

ونحن نرى هذا في غير موضع من أخبار العهد الجديد عن سيرة حياة السيّد المسيح. 

 

ففي كل حالة حيث قابل السيّد المسيحُ شخصًا متدينًا وإمراة منبوذة بسبب خطايا الجنس (كما في لوقا 7)، أو شخصًا متدينا وإمرأة منبوذة بسبب التمييز العرقي (كما في يوحنا 3و4)،

 

أو شخصًا متدينًا وآخر منبوذا بسبب العلاقة السياسية (كما في لوقا 19)، كان المنبوذ أو المنبوذة هو الشخص الذي يتواصل مع السيد المسيح، على نقيض الذين يماثلون الأخ الأكبر.  ويقول السيد المسيح للقادة الدينيين المحترمين: "إنّ العشارين والزوانيَ يسبقونكم إلى ملكوت الله" (متى 21: 31).

 

لقد اجتذب تعليم السيد المسيح باستمرار غير المتدينين، في حيا أثار استياء القوم المتدينين المؤمنين بالكتاب المقدس في زمانه.

 

ولكن كنائسنا اليوم، في الأغلب، ليس لها هذا التأثير. 

فإنّ الأشخاص البعيدين من النوع الذي اجتذبه السيد المسيح لا ينجذبون إلى الكنائس المعاصرة، حتى التي تحتل مراتب الطليعة. 

ذلك أننا أميل إلى اجتذاب الأشخاص الأخلاقيين، المحافظين، الطيعين.

 

أما المتفلتون والمتحررون أو مكسورو القلب والمهمشون، فيتجنبون الكنيسة.  وذلك لا يمكن أن يعني إلا أمرًا واحدًا:

إذا كان وعظ خدامنا وممارسة رعايانا لا يُحدثان في الناس مثل التأثير الذي أحدثه السيد المسيح،

 

فلابد أننا لا نعلن الرسالة ذاتها التي أعلنها هو، وإذا كانت كنائسنا لا تجتذب الإخوة الصغار،

فلابد أن تكون ممتلئة بإخوة كبار أكثر عددًا مما نود أن نظن.

관련글 더보기

댓글 영역